شلة اصحاب اللد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شلة اصحاب اللد

شلة اصحاب اللد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصه لم اعرف اسمها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




قصه لم اعرف اسمها Empty
مُساهمةموضوع: قصه لم اعرف اسمها   قصه لم اعرف اسمها Emptyالسبت يناير 10, 2009 7:09 pm

استيقظت و هي تضغط على وجنتيها بسبب ذلك الألم المبرح في فكها، أخذت تتمطى في سريرها و هي تجول بعينيها بحثا عن ساعة تدلها على الوقت، ما إن وجدتها حتى قفزت من سريرها مذعورة و هي تشتم النوم و تشتم نفسها بينما جسدها يتحرك أتوماتيكيا نحو الحمام و خزانة ملابسها و منضدتها.
ما هي إلا سبع دقائق سريعة إلا و كانت تفتح باب غرفتها و هي في كامل ملابسها و تحمل مفتاح سيارتها، تسمرت عند الباب لما وجدت جميع الأضواء مطفئة، خطت بهدوء نحو الشرفة و نظرت للخارج نحو عتمة الليل و أضواء المدينة المتلألئة و قلة من السيارات تتحرك في الشارع.

لم تستطع أن تتمالك ضحكتها المكتومة، جلست على الأرض و هي ممسكة ببطنها لشدة الضحك، "إنه منتصف الليل لا منتصف النهار" قالت ذلك لنفسها و هي ترمي حقيبتها إلى جانبها و تخلع حذائها لتلقيه بعيدا ثم أسندت رأسها إلى حافة الشرفة الزجاجية تتابع ضوء السيارات الشارد في الشوارع شبه الخالية.

قلة النوم ليست أمرا جديدا عليها، أصبح نوم ثلاث ساعات أكثر من كاف بالنسبة لها خاصة مع تلك الآلام الفظيعة في رأسها و فكها و أطراف أصابعها، لقد كانت تلك طريقة جسدها في التعبير عن استيائه من كذبها الفاضح و مجاملاتها المصطنعة .. و ابتسامتها المزعومة التي تدعو للسخرية.

الليلة كان احتجاجه مبنيا على زيارة آل إبراهيم لهم، الذين جاؤوا لخطبتها و قد قابلتهم بأبهى حلة بعد أن قضت ما يزيد على الساعة في التزين و كأنما تروق لها هذه الزيارة و قضت أضعاف هذا الوقت في رسم ابتسامة خجولة على محياها لتبدو تلك العروس الجميلة الخجلة، الأمر الوحيد الحسن في تصرفها كان تعللها بانشغالها بمحاضراتها و عملها و دراساتها العليا لتبعد شبح الزواج عنها.

كل كلمة و ابتسامة كانت تقابل بها تعليقات الخالة أم إبراهيم الأمية كانت تزيد من آلام رأسها .. و بعد انقضاء الزيارة هربت إلى سريرها و استسلمت للنوم سريعا لكي لا تمنح الفرصة لجدتها لفتح أي نوع من النقاشات عن أهمية الزواج و أن قطاره لا بد سيفوتها إن بقيت على هذه الحال .. و قضت ساعتي نومها و هي تضغط على أسنانها بشدة حتى أصبح ألم فكيها لا يحتمل.

هي ليست ضد الزواج تماما و لكنها لا تطيق فكرة أن رجلا قد يضع يده على جسدها و يطارحها الغرام و يملؤها بالأطفال، اتهمها البعض بالمثلية و كانت جدتها تصنع لها الحجاب تلو الآخر و تدسهم بين ثيابها و في حقائب يدها، و في إحدى المرات وجدت حجابا محشوا في أسفل مقعد سيارتها. وكأن هذا لم يكن كافيا كانت جدتها تقدم الهدايا للمشعوذين ليرفعوا عنها تلك اللعنة و يخلصوها من عقدها العديدة، أما والدها فلم يكن يجادلها أو يصغي لجدتها و كأنه لا يبالي .. في الحقيقة كان يبدو سعيدا بأن ابنته لا زالت في منزله .. تملؤه بالحياة و لا ترغب بتركه .. و كلما كبرت تعلق بها أكثر .. و كلما كبرت أصبحت تشبه والدتها المرحومة أكثر.

والدتها كانت امرأة رائعة الجمال محبوبة من الجميع و ذات تأثير في المجتمع، و لكن رهف – و المسماة رهف تيمنا بوالدتها – لم تعرفها أبدا. افتقدتها يوم علا صوتها بالبكاء أول مرة، غادرت رحم والدتها تنشد الحياة و أودعت والدتها في رحمة الرحمن و في رحاب جناته كما تدعو دائما.

التفت رهف بعد ساعة و نصف من جلوسها هناك لتجد والدها واقفا عند باب الشرفة ينظر إليها بعينين ناعستين و يده تغطي فاهه المتثائب، لقد استيقظ لشرب الماء و لفت نظره ضوء الشرفة خاصة و أنه أطفأه بنفسه. " ماذا تفعلين اعتقدت بأنك نائمة"
- لقد كنت كذلك و لكني استيقظت و اختلطت علي الأمور
أخبرته بالتباس الوقت عليها، فطلب إليها العودة إلى النوم و ذهب إلى سريره، بقيت في الشرفة شاردة الذهن لفترة ثم عادت إلى سريرها.

كان استيقاظها هذه المرة مختلفا تماما، فجدتها هي من أيقظها بعد أن أعدت لها طعام الإفطار و بدأت تدللها بابتسامة رائعة الأمر الذي أشعرها بالخطر، علمت أنه تمهيد لجلسة مطولة عن مدى رغبة جدتها في رؤيتها في منزلها و لديها أطفال، و أن الدراسة و العمل لن يوفرا لها أبدا حضنا دافئا ، وما إلى هنالك من أساليب الإقناع التي تستخدمها جدتها و لأنها لازالت تعاني بعض الألم لاذت بالفرار إلى جامعتها حيث طلابها الذين تعشق التواجد بينهم.

يقال أن "فاقد الشيء لا يعطيه"، لم تقتنع يوما بتلك العبارة .. بل إن نمط حياتها و تصرفاتها كانت تؤيد كل ما يخالف هذه الفكرة، فبالرغم من حرمانها و تربيتها على يد رجل محطم لفقده زوجته و يعمل في السلك القضائي بالتعاون مع سيدة عجوز أمية و تقليدية و صارمة إلا أنها كانت دائما توفر قدرا من الحنان و العطاء و الحضن الدافئ لكل من تقابلهم من أطفال و أحيانا كبار، كما أنها كانت دائمة تتمتع بأنوثة صارخة لا في الشكل فقط بل في الطباع و التصرفات، كانت فتاة ناعمة إلى أبعد الحدود .. تصرفاتها تتمتع بشيء من الغنج الطبيعي و البعيد كل البعد عن الابتذال .. كانت حساسة جداً و متعاطفة جداً .. و الأهم كانت أما بالفطرة دون أن تعلم معنى الكلمة إلا من خلال كتبها و قراءاتها العديدة.

كان يوما عاديا جداً، محاضرات متتالية و جلسة في قاعة المكتبة لمتابعة أبحاثها الخاصة بشهادة الدكتوراه، ثم قيادة سريعة حوالي الساعة الخامسة للعودة إلى المنزل.

في طريق عودتها وجدت شيئا ما يشدها لتنحرف عن مسارها و تخرج إلى أطراف المدينة نحو ذلك الجرف الصخري الذي اعتادت زيارته مع والدها كلما كان أمامه قضية تحيره، و لأنه وقت الغروب كان المنظر يفوق الخيال بجماله، السماء تشتعل بألوان الشفق الأحمر و الرياح البسيطة تعبث بخصلات شعرها الملون فتنثره على خديها تارة و على عينيها تارة أخرى و في كل مرة كانت ترفع يدها و تلامس خصلات شعرها بأناملها الناعمة لتضعها خلف أذنها و تعود لتنظر من جديد في الأفق.

طبعا لم تفوت على نفسها حفظ هذه اللحظات - عبر جهاز الكاميرا الذي لا يفارقها - لكي تعيد إحياءها من جديد يوما ما. كانت تلك هوايتها المفضلة و الأحب إلى قلبها .. اعتادت أن تمارسها في كل الأوقات الجميلة لكي لا تنساها خاصة حين تجتمع بوالدها و تراه يبتسم ولو شبه ابتسامة.

دخلت إلى المنزل و اتجهت مباشرة إلى مكتب والدها لتجده كما توقعت تماما غارقا بالأوراق القانونية، لم يشعر بها فتوجهت بكل دلال نحوه و جلست على طرف مكتبه ثم انحنت تقبله فجفل لحركتها و عاتبها قائلا:
- لماذا تتسللين كاللصوص؟
- من يتسلل يا والدي .. لقد تنحنحت عند دخولي و جلست في مكاني و أنت غارق في مكان آخر.
تدارك موقفه سريعا :
- أنت تعلمين أني أعمل .. و حين أعمل لا أركز إلا في عملي فما من داع لحركاتك الصبيانية.
بالرغم من يقينها أنه يحاول إنقاذ موقفه ليس إلا فقد ضايقها كلامه فذهبت إلى غرفتها حزينة و قررت الاغتسال بالماء لتنتهي من تلك الدموع.


__________________
كنت أدري قبل أن أولد اني سأحبك
بعد ان جئت إلى هذا العالم - ما زلت -
أحبك
إن من أعظم أعمالي التي حققتها كامرأة
أني أحبك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




قصه لم اعرف اسمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه لم اعرف اسمها   قصه لم اعرف اسمها Emptyالسبت يناير 10, 2009 7:13 pm

قصه حلوه كتير
תודההההה
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




قصه لم اعرف اسمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه لم اعرف اسمها   قصه لم اعرف اسمها Emptyالسبت يناير 10, 2009 7:37 pm

עפוננננננננננננננננננננננננננ
אקתבו קסס
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصه لم اعرف اسمها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شلة اصحاب اللد  :: شله للقصص والخواطر :: قسم القصص-
انتقل الى: